تخطى إلى المحتوى

غرفة السجلات أسفل أبو الهول، ما حقيقتها ؟

غرفة السجلات أسفل أبو الهول، ما حقيقتها ؟

لم يبح أبو الهول الصامت بعد بكل أسراره. رواية وجود حجرة أسفل أبي الهول بدأت في الانتشار في زمن المؤرخ الروماني “بلليني”، الذي ذكر أن هناك قبرًا أسفل أو داخل التمثال. تناقل المؤرخان المقريزي والبغدادي تلك الرواية وأضافا أن أبا الهول يحوي حجرة زاخرة بالكنوز. سال لعاب المستكشفين الأوائل لهذه الروايات وتسابقوا للبحث عن تلك الغرفة من أجل نهبها تحت ستار “البحث العلمي”، مثل كافيجليا وبيرينج، وبعدهم ماسبيرو الذي سيطرت عليه الفكرة لدرجة أنه أطلق اكتتابًا في فرنسا من أجل التنقيب أسفل أبي الهول، غير أن الأموال نفدت ولم يكشفوا إلا أجزاء بسيطة حول التمثال العملاق.

يقر د. سليم حسن أن قصة وجود قبر أو غرفة أسفل أبي الهول ليست مستحيلة بشرط أن تكون أسفله وليست داخله، خاصة أن التمثال كان يُمثل في لوحات الأسرات جالسًا على قاعدة بارتفاع كبير وكأن أسفله شيء، فكيف كان البحث عنها؟

في عام 1978، جاءت بعثة أمريكية للتنقيب أسفل التمثال، حضر التنفيذ د. مارك لينر ود. زاهي حواس، وكان هدف البعثة البحث عن غرفة أسفله، وقاموا بعمل 8 حفرات أسفله وفي المعبد المقابل، لكنهم لم يعثروا على أي شيء قيم.

وفي عام 1991، قام الجيولوجي د. روبرت شوك بدراسات سيزمية أسفل التمثال وقد أخبرته النتائج أن هناك فراغًا أسفل الذراع الأيسر له، لكن مع الأسف تم إيقاف الدراسة بقرار إداري، ولم تُعرف أي تفاصيل إضافية عن ذلك الفراغ إذا ما كان فراغًا طبيعيًا أم غرفة.

كان الألماني “أثناتسيوس كيرشر” أول من كتب من الأوروبيين عن الآثار المصرية، ورغم أنه رسم أبا الهول في كتابه على هيئة رجل روماني مما يعني أنه لم يره رأي العين بل سمع عنه من المسافرين، إلا أنه قد رسمه فوق ثلاثة كتب إشارة إلى السجلات التي سمع عنها. (صورته بالأسفل)

ظهر مؤخرًا دليل نصي من “مانو سيف زاديه”، باحث ومترجم للنصوص الهيروغليفية، حيث وجد إشارة في بردية هاريس تدعم وجود غرفة أسفل أبو الهول. وقد أعدت ترجمتها من قبل مع صديقي عبد الله سالم حيث تحدثت عن وصية كُتبت بواسطة كتبة سيد الأشمونين إلى رع حر آختى الذي يعمل في المقر العظيم في أون، وأنها قد دُونت وثبتت في السجلات، ووضعت تحت أقدام رع حر آختي، يوهبها لحفيده إلى أبد الآبدين. (النص الكامل في التعليقات)

سيد الأشمونين الكاتب هو “تحوت”، و”رع حور آختي” هو أحد ألقاب أبي الهول، وبهذا فالبردية تذكر وجود سجلات أسفل التمثال العتيق ومذكورة بالصفة والمكان.

التعامل مع فكرة وجود غُرفه خفية أسفل التمثال يتم بعقلية المطرقة، وتواجه بمعارضة شديدة تُرفع في مواجهتها فزاعات الفانتازيا والخرافات ويُعتبر البحث فيها من المُحرمات. التقيت يوما بمهندس رادارات كندي يعمل في مشروع في هضبة الجيزة، وقال لي: أتعجب لماذا لا تستخدم وزارة الآثار الرادارات لمسح منطقة الجيزة وٍأسفل أبي الهول، فيمكن أن تدلكم على كل الفراغات والغرف إن كانت هناك في غضون أيام أو أسابيع على الأكثر. قلت له: الوسائل لم تكن هي المشكلة، ولكن هي البيروقراطية واحتكار لروايات بعينها وغير مسموح بالبحث في أبعد من ذلك.

المصادر

– سليم حسن، أبو الهول، صـ 37 – 42

– شوك وبوفال، أصول أبو الهول، صـ 81

– مانو سيف زاده، تحت أبو الهول، صـ 24

– بردية هاريس، المتحف البريطاني، رقم 501، عمود 1